كلمة حق

عصام عبد المنعم

لو كان القرار بيدي لما وافقت علي مشاركة الأهلي في بطولة ويمبلي بانجلترا في ذلك التوقيت غير الملائم بالمرة‏,‏ مهما تكن المغريات المادية والمعنوية‏,‏ لأن الأهلي دفع في المقابل ثمنا باهظا جدا من سمعته ومكانته العالمية‏!‏

إن الفرق تلعب مباريات تجريبية في نهاية فترات الاعداد البدني للموسم الجديد‏,‏ وفي المعسكرات المعدة لهذا الغرض‏,‏ ولكنها تكون غالبا بدون جمهور لإفساح المجال أمام التجربة والخطأ‏,‏ فهي أشبه بالتدريبات ولا تهم النتائج‏,‏ لأن الهدف الواضح منها هو الدخول في فورمة المباريات واختبار طرق اللعب وواجبات المراكز‏,‏ ودعم التجانس بين الخطوط خصوصا في حالة ضم لاعبين جدد‏..‏ ونحن الآن في وقت هذه المباريات التجريبية وهي عادة تكون مع فرق متدرجة القوة‏,‏ وأحيانا تشهد نتائج ثقيلة لكن آثارها النفسية لا تدوم‏,‏ ولا تعرقل التقدم‏,‏ لأنها تكون بعيدة عن الإعلام والجماهير والبث التليفزيوني والأضواء‏,‏ مثلما حدث مع خسارة الزمالك صفر‏/7‏ في مباراة تدريبية بمعسكره الخارجي‏!‏

ولهذا أري أن الأهلي أخطأ بالمشاركة في دورة ويمبلي وأن استفادته المادية منها مع بعض الدروس الفنية التي خرج بها من لقاءي سلتيك والبارسا‏,‏ كلفته ثمنا باهظا‏,‏ مما يجعلها صفقة خاسرة في تقديري‏,‏ فالأهلي لم يعد اسما صغيرا علي المستوي الدولي‏,‏ لكي يخوض تلك المجازفات غير المحسوبة‏!!‏

إن الفوارق الفنية والبدنية بين الفرق المصرية الكبري‏,‏ ونظيرتها الأوروبية بصفة عامة‏,‏ واسعة دون شك‏,‏ ولا مجال للمكابرة في تقبل هذه الحقيقة‏,‏ ولذلك فإن الحكمة تقتضي ألا نلتقي معها‏,‏ علي مرأي من العالم كله‏,‏ إلا ونحن في أكمل وأتم استعداد وجاهزية‏,‏ حتي لا نضر بسمعة الكرة المصرية‏,‏ وتزداد خطورة المجازفة بخوض مثل هذه اللقاءات إذا كان الفريق يجرب طريقة جديدة تجعل دفاعه مكشوفا‏!!‏
‏
لكن ما سبق طبعا لا يلغي أن هناك وجوها جديدة في الأهلي سوف تتألق في الموسم المقبل مع الفريق الأول‏,‏ وأن اكتمال الصفوف وهضم الطريقة الجديدة سوف يزيد من تحسن الصورة‏.‏

* نقلاً عن صحيفة "الأهرام" المصرية